أميرة الجنة
عدد الرسائل : 29 تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: المرأة بنظر القرآن الأربعاء أبريل 30, 2008 10:25 am | |
| السلام
القرآن هادي الإنسان : مسألة ان المرأة تتمتع بأية مكانة عظيمة في القرآن ، تقوم على أي موقع للإنسان في القرآن . لأن القرآن لم يأت فقط لهداية ( الرجل ) ، بل جاء لهداية ( الإنسان ) . لذا عندما يشرح هدف الرسالة ، ويبين غرض نزول الوحي يقول : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىّ للناس ) (1) . ان كلمة ناس المطروحة في القرآن بعنوان ( هداية الإنسان ) لا تلحظ صنفاً خاصاً أو مجموعة خاصة ، بل تشمل المرأة والرجل بشكل متساوٍ . في القرآن الكريم هناك تعبير ( ناس ) تارة وتعبير ( إنسان ) تارة أخرى قال تعالى : ( الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان ) (2) . في الآية الأولى ، كلام عن تعليم القرآن ، ثم كلام عن خلق الإنسان ، ثم كلام عن تعليم البيان. ومع ان النظم الطبيعي هو ان الإنسان يخلق أولاً ، ثم يتعلم البيان ، ثم يفهم القرآن . ( الرحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان ) الرحمن ، هو المعلم ، ورحمته واسعة . ( ورحمتي وسعت كل شيء ) (1) . أي ان استاذاً عاماً يدرس . إذا قيل : إنّ مهندساً يدرس ، فذلك يعني أنه يدرس هندسة ، طبيب يدرس ، فيعني أنه يدرس الطب ، وإذا قيل أن أديباً يدرس ، فيعني أن دراسته أدبية ، وإذا قيل أن الرحمن يدرس ، فيعني انه يدرس الرحمة التي لا نهاية لها ، وإذا بيّن معنى الرحمة ومصاديقها في القرآن يتضح ما هو الدرس الذي يعطيه مدرس الرحمة للناس ، وكيف أن النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو رحمة للعالمين . أنه نفسه درس معلم . هو الرحمن ، إذا لم يستعن أحد برحمة الله ، فهو ليس بإنسان ، وإذا لم يكن الشخص إنساناً فهو بهيمة ، وإذا أصبح بهيمة ، فكلامه مبهم ، وإذا كان كلامه مبهماً . فقوله ليس بياناً . بناء على هذا فان هذه الدرجات الأربع هي في طول بعضها البعض ، فالله معلم بعنوان ووصف الرحمانية في البداية ، وعندما يتربى التلميذ في مدرسة الرحمة هذه ، يصبح إنساناً ، وعندما يصبح انساناً ، فكلامه واضح وقوله بيان . لذا فهذه الأمور الأربعة تنظم ( بعضها قبل بعض وبعضها بعد بعض ) . الخلاصة ان الله تعالى . حين ذكر أن القرآن ( هدى للناس ) و ( الرحمن * علم القرآن ) ، وتلاميذ هم الناس ، عند ذلك ليس الكلام عن الامرأة والرجل ، أما التعابير مثل ( فمن تبعني فانه مني ) (1) وأمثالها ، التي وردت في القرآن ، فالكلام هو أن كل من يتبع الوحي يأخذ عوناً ، بناء على هذا فالكلام أيضاً ليس عن المرأة والرجل . كان هذا نموذجاً يقوم على أن القرآن هو ( هدى للناس ) وهو برنامج تدريسي للناس ، وليس المراد من ( الناس ) صنفاً خاصاً .
القرآن معلم أرواح الناس : ان القرآن هو لتعليم وتزكية الروح الإنسانية ، والروح من ناحية إنها موجود مجرد ، فهي لا مذكر ولا مؤنث ، ففي القرآن كلام عن تزكية الروح وليس كلاماً عن المرأة والرجل حتى يقال انهما متساويان . ان العالم الغربي يقول : ان الإنسان نوعان أو صنفان ، امرأة ورجل ، ولكنهما متساويان في المسائل التعليمية والتربوية ، أي أن المرأة تساوي الرجل ، والرجل هو نظير المرأة ، وهذا بنحو سالبة بانتفاء المحمول ، أي أن هناك امرأة وهناك رجل ، ولكنهما لا يختلفان ، ولكن عندما يقول الإسلام : ان الهدف من نزول الوحي هو التعليم والتربية ، وتزكية النفوس وتهذيب القلوب ، ولا فرق بين المرأة والرجل ، فهذا بنحو السالبة بانتفاء الموضوع وليس بانتفاء المحمول ، أي أن محور التعليم والتربية هو أرواح الناس ، والروح لا هي مذكر ولا مؤنث ، وليس في الأمر امرأة ورجل أصلاً ، لا أنه هناك امرأة ورجل ولكنهما متساويان ـ حتى تصبح قضية موجبة ـ أو ان بينهما فرقاً ـ حتى تصبح قضية سالبة ـ لأن صدقها هو بانتفاء المحمول لا بانتفاء الموضوع ، ان ما يقال : ان الفرق بين الموجبة والسالبة هو في أن السالبة صادقة بانتفاء الموضوع أحياناً ، يصدق هنا .
الخلاصة هي أولاً : ان الأنوثة والذكورة تتعلق بالجسم ، لا بالروح ، وثانياً : ان التعليم والتربية والتهذيب والتزكية هي للنفس . ثالثاً : أن النفس هي غير البدن ، والبدن هو غير النفس ، وفي صف درس القرآن تجلى الروح أساساً ، لا البدن ، والروح أيضاً ، ليست امرأة ولا رجل ، فرق كثير بين الموجبة المحصلة أو السالبة التي موضوعها موجود ، ولكن محمولها منتفٍ ، وبين السالبة التي صدقها ، بانتفاء الموضوع . ان قول الله : ( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها ) (1) . هل الروح هي مذكر أم مؤنث ؟ أو قوله تعالى : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) (2) . إن الروح من ناحية أنها موجود مجرد ، ليس لها هيكل ليكون أما هكذا أو هكذا . أو قوله تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) (3) . أيها الإنسان إنك سالك إلى الله ، هل البدن يسافر ، حتى تقول : إن هؤلاء السالكين على صنفين : بعضهم نساء وبعضهم رجال ؟ إن الروح هي التي تسافر ، والروح ليست مؤنثاً ولا مذكراً . إن هذه من المعارف الرفيعة التي يمكن ان تقال : ( ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون ) (4) . أي هي من المعارف التي جاء بها الأنبياء فقط في القرآن الكريم يقول تعالى : ان بعض الأشياء نعلمكم إياها ليس بعنوان تأسيس ، بل بعنوان إمضاء وتأييد ، ولكن هناك مجموعة مسائل ومعارف نأتي بها وهي ليست فقط بعيدة عن متناول البشرية في الماضي القريب أو البعيد ، بل إن البشرية لا تستطيع الوصول إليها في المستقبل القريب أو البعيد أيضاً ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) وليس ( ما لا تعلمون ) . القرآن يعلم البشر شيئاً لا يقدر البشر أن يفهمه من عنده ، وهذه الآية هي طرية كل يوم ، انها تحدثنا كل يوم وتقول : إن لديّ بياناً جديداً وطرياً ليس في متناول البشر ، وهذا التعبير الرفيع قاله تعالى في شأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) (1) . فهذه ليست ( علّمك ما لم تعلم ) أو ( ما لا تعلم ) . مع كل ما لدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نبوغ وقابلية خاصة ، فان الله تعالى يقول انه علم النبي شيئاً لم يكن بمقدوره أن يعلمه ، مسأله الغيب ، ومسألة البرزخ ، ومسألة القيامة ، ومواقف القيامة ، ومسألة الجنة ، ومسألة جهنم ، والاسماء الحسنى الإلهية ، ومئات المسائل الغيبية الأخرى ، هذه ليست في متناول شخص ، بناء على هذا فإن الكلام يبقى جديداً كل يوم ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ).
ممكن تعليقات ؟ | |
|
قمر خالد متفاعل
عدد الرسائل : 117 العمر : 31 الموقع : خطّابة العمل/الترفيه : وناسة المزاج : بحرينية تاريخ التسجيل : 24/03/2008
| موضوع: رد: المرأة بنظر القرآن الجمعة مايو 02, 2008 5:55 am | |
| ان القرآن هو لتعليم وتزكية الروح الإنسانية
فعلا
ميرسي على الموضوع
جاو | |
|
عذراء الحب نشيط
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 19/04/2008
| موضوع: رد: المرأة بنظر القرآن الخميس مايو 08, 2008 12:05 pm | |
| ان الأنوثة والذكورة تتعلق بالجسم لا بالروح
يسلمووووووووووووووووووووووووووووو | |
|